هيئة مستشفى الثورة في الحديدة تتنفس الصعداء بإنجاز مشاريع طموحة
الجمعة، 14 ربيع الأول 1445هـ الموافق 29 سبتمبر 2023
تقرير: جميل القشم
بدأت هيئة مستشفى الثورة العام في محافظة الحديدة تتنفس الصعداء بتتويج جزء من رؤيتها الطموحة في إنجاز المشاريع النوعية لتوسعة البنية التحتية المواكبة لتطوير الخدمات الطبية؛ ليصبح الحلم حقيقة، ومن بين ركام الصعوبات والتحديات.
تجلت ثمار هذه الرؤية، التي تختزل في أهدافها الإنسانية تحقيق أحلام البسطاء في الساحل التهامي وطموح قيادة المحافظة في السعي؛ لتوفير منظومة طبية متكاملة؛ لإنهاء أعباء وتكاليف السفر والعلاج التي تؤرق آلاف المرضى للحصول على الخدمة؛ لا سيما وغالبيتهم من الشرائح الفقيرة المستضعفة.
مثَّل الإقبال المتزايد والضغط، الذي تواجهه أقسام هيئة المستشفى التي يتزاحم على أبوابها أكثر من ألفين و500 متردد من المرضى يوميا من أبناء الحديدة ومحافظات مجاورة، دافعا كبيرا لبذل جهود واسعة للبحث عن مصادر تمويل لتبنِّي تنفيذ خارطة مشاريع التوسعة، وافتتاح مراكز وأقسام جديدة.
تتجسد صُور النجاح على الواقع حول ما يتحقق لهيئة المستشفى، وما تحظى به في تنفيذ واستكمال وافتتاح مشاريع التطوير والتوسعة ومستوى كفاءة الخدمات التي يلمسها المرضى، وما يرافقها من تبني تدشين المخيمات الطبية المجانية، التي تسعى الهيئة من خلالها إلى مساعدة المصابين بالأمراض المزمنة.
أنجزت هيئة مستشفى الثورة، خلال فترة قياسية مشاريع عديدة، تمثل رافدا نوعيا لتوسعة وتطوير خدماتها، تضاف الى سجل إنجازاتها السابقة التي تتوج حصولها على المركز الأول على مستوى الهيئات والمستشفيات بالجمهورية في التقييم الوزاري للعام 2022- 2023م للعام الرابع تواليا.
حيث حققت الهيئة مؤخرا نجاحا نوعيا في استكمال بناء مركز الأطراف الصناعية والأجهزة التعويضية، الذي نفذته منظمة هاندي كاب، بدعم من الاتحاد الأوروبي بتكلفة 620 ألف دولار، لتقديم خدماته للمرضى من محافظات الحديدة وحجة وريمة وغيرها، بواقع خمسة آلاف مستفيد سنويا.
ويمثل مشروع مبنى مركز الأطراف بارقة أمل لمشروع طبي طموح يفتقد اليه المرضى في محافظة الحديدة ممن يعانون صعوبات السفر آلى أمانة العاصمة لتلقي العلاج، وتم إنشاؤه كأولوية ملحة لتقديم خدمات الرعاية والتأهيل والعلاج الطبيعي للمرضى، الذين فقدوا أطرافهم، ومساعدتهم على الاندماج في المجتمع.
ومن ضمن هذه المشاريع استكمال تأهيل مبنى سوء التغذية بتكلفة 223 مليون ريال، والمكون من أقسام رقود وصيدلية ومختبر وعناية مركزة للحالات ذات المضاعفات، وقاعة تدريب ومرافق أخرى، في إطار تعزيز دور المستشفى لمواكبة معالجة أمراض سوء التغذية من محافظة الحديدة، والمحافظات المجاورة.
وشهد المستشفى افتتاح قسم علاج الشلل الدماغي في مركز العلاج الطبيعي التابع للهيئة، بتكلفة 25 مليون ريال، لتعزيز دور المركز في تقديم مختلف الخدمات العلاجية للمرضى، خاصة في ظل ما يمتلكه من أجهزة تخصصية حديثة.
وتُوجت جهود مشاريع التوسعة باستكمال مشروع طبي نوعي يتمثل بمبنى الأشعة والقسطرة القلبية والرنين المغناطسي، وبدء العمل بمشروع مبنى توسعة العناية المركزة بتمويل ذاتي، واستكمال مشروع إنشاء مبنى الحضانات والعنايات المركزة أطفال، وافتتاح عيادة تخصصية لجراحة الفم والوجه والفكين.
وتتركز رؤية قيادة هيئة مستشفى الثورة العام، في المحافظة، في إنشاء العديد من المراكز النوعية التخصصية، التي تفتقر اليها المحافظة، منها مشروع إنشاء مركز زراعة الكلى، الذي تم وضع حجر أساس المرحلة الأولى من المشروع، بتكلفة تقديرية 300 مليون ريال، بتمويل هيئة الزكاة.
وفي جانب توفير الأجهزة، أوضح التقرير، الصادر عن الهيئة للنصف الأول من العام الجاري 2023م، أنه تم تدشين العمل بأحدث جهاز للأمواج فوق الصوتية (السونار) وجهاز الإيكو القلبي، ورفد قسم الأشعة التشخيصية بجهاز الـCR مع الطابعة، وتزويد مختبرات الهيئة بأحدث الأجهزة المخبرية التشخيصية.
وذكر رئيس هيئة المستشفى، الدكتور خالد أحمد سهيل، أن خطة الهيئة تهدف بدرجة أساسية إلى التوسع في مشاريع البنية التحتية النوعية؛ لتلبية احتياجات الإقبال المتزايد على أقسام المستشفى والمراكز الطبية التابعة للهيئة ضمن خطة مشاريع الرؤية الوطنية لبناء الدولة.
وأوضح أنه سيتم، خلال الفترة القادمة، افتتاح عدد من المشاريع الطبية، التي تم استكمال إنشاءها لتتويج نجاح هيئة المستشفى في تقديم أفضل وأجود الخدمات الطبية لكافة المترددين من الحديدة، ومحافظات أخرى.
وثمن الدكتور سهيل دور قيادة وزارة الصحة، التي تولي جل اهتمامها لمساندة جهود تنسيق دعم المشاريع الخاصة بالمستشفى.. منوها، في الوقت ذاته، بتعاون قيادة السلطة المحلية بالمحافظة في دعم ومساندة الهيئة لتنفيذ مشاريعها.
كما ثمن ما يقدمه شركاء الهيئة من المنظمات الداعمة من جهود في دعم جزء من خدمات المستشفى، وتمويل عدد من مشاريع البنية التحتية في ظل الظروف الاستثنائية التي تمر بها البلاد.. مبينا أن الهيئة بحاجة إلى مزيد من الدعم لمواصلة تنفيذ المشاريع التي تفتقر إليها الحديدة لتوفير تقديم الخدمات للمرضى.
ونوَّه رئيس هيئة مستشفى الثورة بما تحقق من نجاح للمستشفى، خلال النصف الأول من العام الجاري، في خطة مشاريع توسعة البنية التحتية، ومواكبة تقديم الخدمات الطبية والصحية والعلاجية لعدد 421 ألفا و850 مترددا.
وأشار إلى ما تقدمه الهيئة من إسهامات في الجانب الطبي الأكاديمي، بالتعاون مع جامعة الحديدة؛ لتعزيز فرص تدريب طلاب كلية الطب، وتمكينهم من التطبيق، وتوفير كافة مقومات تدريبهم، وإجراء الامتحان الكتابي النهائي لمساق النساء والتوليد في فرع المجلس اليمني للاختصاصات الطبية.
كما أكد حرص الهيئة على تبني المخيمات الطبية المجانية، وتبني اللقاءات والفعاليات العلمية.. مبينا أن الهيئة نفذت، خلال النصف الأول، المخيم الأول لجراحة الاوعية الدموية، ومخيم معالجة مرضى الأمراض المزمنة، وإقامة ورشة علمية حول جودة ومأمونية وفعالية اللقاحات، وتنظيم اليوم العلمي الطبي الأول للعام 2023م.
كما أشار إلى تبني تنظيم مخيم طبي مجاني لمرضى الثلاسيميا، وتنظيم ورش متعددة حول الرعاية الصحية والتغذوية للأطفال المصابين بالشلل الدماغي، والدورات والأنشطة التدريبية والتأهيلية للكادر الطبي والفني.
المصدر سبأ