وزارة الصحة تحذر من كارثة صحية محققة في اليمن بسبب سلبية الأمم المتحدة
أكدت وزارة الصحة العامة والسكان، اليوم الأحد، أن كارثة صحية تنتظر اليمنيين في الأيام القادمة بسبب سلبية الأمم المتحدة وغياب دورها الحقيقي في اليمن.
وأوضحت الوزارة في بيان أن استمرار تعنت دول تحالف العدوان بقيادة السعودية والإمارات وبغطاء أمريكي في حجز سفن المشتقات النفطية أوجد أزمة كبيرة في اليمن على جميع الأصعدة والمستويات وعلى رأسها القطاع الصحي.
وفيما يلي نص البيان :
إننا في وزارة الصحة العامة والسكان نود أن نوضح للشعب اليمني وللمجتمع الدولي ما يأتي:
أولا:- معدل الاستهلاك الشهري للقطاع الصحي بشقيه الحكومي والخاص ( 2.594.230 ) لتر مليونين وخمسمائة وأربعة وتسعين ألفاً ومائتين وثلاثين لتراً ما يعادل 26 ألف طن.
ثانيا:- الكمية المتوفرة حالياً لم تعد كافية سوى لأيام معدودة وهذا يعني أننا سنقوم بالإغلاق التدريجي لخدمات المستشفيات (الحكومي والخاص) حسب الأولوية .
ثالثا:- مع جائحة كورونا ارتفع الاحتياج أكثر وذلك لاضطرارنا لإنشاء مراكز عزل واحتياجات الرش للمكافحة والتوعية الصحية وغيرها .
رابعا:- المشكلة لا تكمن فقط في تشغيل المستشفيات، بل الأكثر خطورة في قدرة المريض على الوصول إلى المستشفى لتلقي الخدمة والذي أصبح شبه عاجز عن ذلك مع انعدام البترول لتشغيل السيارة التي تنقله إلى المنشأة الصحية وهنا مكمن الخطورة الأكبر حيث يلجأ الكثير من المرضى للبقاء في منازلهم والموت بصمت لعدم قدرتهم على الوصول للمنشأة.
خامسا:- تشكل هذه الأزمة التي أحدثها العدوان عبئاً إضافياً على كاهل المواطن بارتفاع أسعار النقل وهذا يولد مشاكل نفسية أخرى ويؤدي أيضاً إلى ارتفاع أسعار كثير من الخدمات والأدوية وغيرها نتيجة هذه المشكلة وهذه جميعها تشكل عبئاً على المواطن.
هذا باختصار الوضع العام للقطاع الصحي تحت جائحة الحصار السعودي الأمريكي ومنع وصول المشتقات النفطية، وكل هذا كان يحدث أمام مرأى ومسمع وسلبية مطلقة من الأمم المتحدة والتي قامت مؤخرا بأغرب قرار يصدر منها خلال تاريخها عندما أخرجت تحالف السعودية من قائمة قتلة الأطفال رغم أن طيرانها قام في اليوم نفسه بقتل 12 مدنياً بينهم أربعة أطفال.
إننا في وزارة الصحة إذ نندد ونستنكر هذا الإجراء من قبل التحالف، نحمل وبشكل مباشر ورئيسي، الأمم المتحدة وأمينها العام ومبعوثها لليمن كل النتائج الكارثية التي سيتسبب بها هذا الحصار والتي أظهرت انحيازها للمجرم وللقاتل وللمستكبر وللظالم، حيث لم تكتف بالصمت والسلبية بل مارست تضليلا إعلاميا استهدفت المجتمع الدولي والرأي العام فيما يحصل في اليمن مقدمة النظام السعودي وتحالفه بأنه إنساني يقوم بدوره الإيجابي في اليمن شمالا وجنوبا.
كما أننا نحذر من كارثة صحية محققة إذا ما استمر الوضع عليه أياما قادمة وذلك من خلال توقف وإغلاق أقسام عديدة في معظم المستشفيات الحكومية والخاصة وهذا بطبيعة الحال سيؤدي إلى وفاة الآلاف من طالبي الخدمة الصحية.
وندعو دول العالم الحر للتنديد والاستنكار الإيجابي الفعال لما تقوم به السعودية وتحالفها بغطاء أمريكي وبسلبية أممية فبدلا من أن تسعى لإيقاف العدوان ورفع الحصار وانقاذ 30 مليون يمني تقوم بإجراءات تضاعف من هذه المعاناة ورفع الغطاء الذي طالما وفرته للعدوان وجرائمه المباشرة وغير المباشرة عبر الحصار، كما ندعوهم جميعا للتحرك جاهدين للقيام بدورهم الإنساني تجاه الوضع في اليمن.